تصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواقع التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن هذه المرة لم يكن السبب تصريحاته السياسية أو قراراته الاقتصادية، بل صحته التي أثارت كثيراً من التكهنات. فقد اجتاح وسم "ترامب ميت" منصة إكس بعدما صرّح نائب الرئيس جي دي فانس في مقابلة مع يو أس إيه توداي يوم 27 أغسطس أنّه مستعد لتولي الرئاسة إذا حدثت "مأساة فظيعة"، مؤكداً أنّ ترامب ما يزال نشيطاً رغم بلوغه التاسعة والسبعين.

أوضح ذي إيكونونميك تايمز أنّ هذه التصريحات جاءت متزامنة مع ظهور كدمة كبيرة في يد ترامب اليمنى أثارت القلق بين المتابعين. تداولت الصور على نطاق واسع، وربط كثيرون بين الكدمة وتصريحات فانس. يضاف إلى ذلك تصريحات سابقة لمات جرونينج، مبتكر مسلسل ذا سيمبسونز، التي غذّت نظريات المؤامرة حول مستقبل الرئيس.

انتشرت صور أخرى لترامب بكدمات متكررة وانتفاخ في الكاحلين خلال العام الماضي. ففي يوليو، نشر البيت الأبيض تقريراً طبياً أعده الطبيب شون باربابيلا كشف إصابة الرئيس بـ"قصور وريدي مزمن"، ووصفه بالحالة الشائعة وغير الخطيرة، مؤكداً أنّ الفحوص لم تُظهر مؤشرات على فشل قلبي أو كلوي أو مرض جهازي. ورغم هذه التطمينات، استمرت المخاوف، خاصة مع تكرار ظهور الكدمات في كل من اليدين.

في فبراير الماضي، التُقطت صور لترامب أثناء لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد ظهرت كدمة مشابهة. كما رُصدت آثار مشابهة خلال زيارته متحف بيت الناس في واشنطن، حيث ظهرت كدمة أصغر في اليد اليسرى وأخرى أكبر في اليد اليمنى أخفاها بكمية من مستحضرات التجميل. وخلال لقائه رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ، بدت الكدمة بوضوح رغم محاولته تغطيتها.

البيت الأبيض حاول تقليل أهمية الموضوع عبر تصريحات المتحدثة كارولين ليفيت التي كررت أنّ هذه العلامات سببها مصافحة الرئيس لعدد هائل من الأميركيين يومياً، مؤكدة أنّه "يلتقي عدداً من الناس ويمد يده لهم أكثر من أي رئيس آخر في تاريخ الولايات المتحدة". غير أنّ هذا التفسير بدا غير مقنع، إذ لاحظ مراقبون أنّ ترامب يستخدم عادة يده اليمنى للمصافحة، بينما ظهرت الكدمة في اليسرى أيضاً.

أضاف التقرير أنّ الرئيس اتخذ خطوات لإخفاء الكدمات، فخلال توقيعه أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي استخدم يده اليسرى لتغطية اليمنى، لكن الصور كشفت العلامة واضحة بحجمها ولونها المقلق. وازدادت التساؤلات حين ظهر في ملعب الجولف بفيرجينيا إلى جانب لاعب البيسبول السابق روجر كليمنز وابنه كيسي، حيث بدت الكدمة على يده اليسرى واضحة رغم محاولات البيت الأبيض نسبها مجدداً إلى كثرة المصافحة.

تبلغ الشكوك حول صحة ترامب ذروتها في ظل سنه المتقدم وضغوط منصبه. فبينما يؤكد أنصاره أنّه يتمتع بنشاط وحيوية، يرى آخرون أنّ الكدمات المتكررة قد تشير إلى مشاكل أعمق مما يُعلن عنه. وعلى الرغم من تقارير الأطباء التي استبعدت أمراضاً خطيرة، إلا أنّ صور الكدمات وانتفاخ الساقين ظلت تثير النقاش حول قدرته على الاستمرار في الرئاسة.

هكذا تحوّل الجدل من مجرد كدمات إلى قضية سياسية تتصل مباشرة بالانتخابات المقبلة، خاصة أنّ أي إشارات إلى تراجع صحة الرئيس تمنح خصومه مادة خصبة للتشكيك في جاهزيته. ورغم محاولات البيت الأبيض المستمرة لطمأنة الرأي العام، يستمر الجدل على المنصات الرقمية، حيث يجمع وسم "ترامب ميت" بين القلق الجاد والسخرية السوداء، ليعكس كيف أصبحت صحة الرئيس قضية عامة لا مجرد شأن شخصي.

https://economictimes.indiatimes.com/news/international/global-trends/us-news-trump-dead-rumours-when-white-house-offered-head-scratching-excuse-for-presidents-new-bruise-amid-health-concerns/articleshow/123601254.cms?from=mdr